Thursday, April 28, 2016

Ancillary Justice بريق العدالة

بريق العدالة والجمال



يجسد هذا العمل الروائي الاستثنائي، الخيال العلمي في أفضل وأرقى مستوياته. إنه عالم متكامل من الخيال غير المسبوق وغير المألوف في الأعمال الأدبية المماثلة. لا بل أنه يشكل خطوة أخرى الى الأمام في اقتحام عوالم وبيئات جديدة، تجمع بين الآلة والبشر على نحو جديد تماما.
"بريق العدالة" عمل غني للغاية من ناحية الإثارة والبناء الدرامي، ولكنه غني أيضا من الناحية التقنية، الى درجة أن مؤلفته جمعت بين الآلة والبشر بصورة مختلفة، ووحدتهما في كيان ثالث.
وبكل بساطة، سوف ينقلك هذا الكتاب الى عالم لم تعرفه، ولم يخطر لك على بال، وسوف يجعلك تعيش في زمن بعيد جدا، ويضعك في عوالم كونية متعددة المستويات، وينقلك بسرعات غير مألوفة من بيئة الى أخرى.
بقراءة هذا العمل، سوف تضع عالمك الراهن خلفك، لتطل من نافدة المستقبل على مستقبل مدهش، ولكنه قابل للاستيعاب والتخيّل. وإذا كنت أديبا، فليس من الكثير القول إن هذا العمل سوف يعطيك فرصة أيضا لتقتحم حدودا أخرى للخيال العلمي.
البشر وغير البشر سوف تراهم يعيشون على مستوى واحد، ويتعاملون وكأنهم من طبيعة واحدة. وكذلك الحال، بالنسبة الى المميزات الأخرى. فاختلاف الجنس (بين ذكر وانثى) يكاد يختفي تماما. وعلى الرغم من أن الطابع الأنثوي ظل ملموسا، بل وربما طاغيا، فقد وضعته المؤلفة في إطار بعيد عن تشكيل أي معنى من معاني التمييز.
أما الأعمار والسنوات فإنها مفتوحة تماما، مثلما هي مفتوحة أيضا العلاقة بين الكواكب والأكوان المختلفة التي تعيش على مسافات لا حدود لها، ولكن يمكن الوصول اليها والتواصل فيما بينها.
وثمة أنماط مختلفة من الكائنات والحضارات، وُضعت كلها في نسيج متين من العيش المشترك، في أطر لم تزل مثيرة للصراعات والمخاوف ومغالبات القوة.
ولكن هذا كله، لم يأت من دون ملامح بشرية أو بيئات ذات طبيعة أرضية سمحت بجعل اللوحة الخارقة التي يرسمها العمل قريبة للنفس أيضا.
إنها رواية شيقة، تخوض معها معتركا نبيلا، لبطل آلي، متعدد الاجساد، ولكنه يمتلك ذكاءه الخاص، وأحاسيس ومشاعر ذات طبيعة بشرية.
إنها بريق للعدالة والجمال والخيال في أعذب مستوياته.
إنه كتاب آخر لدار نشر عربية تحاول أن تؤسس لنفسها منهجا مختلفا في اختيار الأعمال التي تقوم بتقديمها لقراء اللغة العربية.
"مخطوطة 5229" تثبت بهذا العمل حُسن اختيار، ورقي ترجمة، وثبات توجّه نحو بناء حقل متميز من الأعمال المرموقة.
لشراء نسخة من الكتاب، يرجى زيارة موقع E-Kutub
رابط صفحة الكتاب: بريق العدالة

Friday, May 22, 2015

مشاهد القتال في الأدب - كتاب إرشادي للمؤلفين

للحصول على نسخة من الكتاب: نسخة من الكتاب على موقع إي كتب

تمنيت لو قرأت هذا الكتاب قبل أن أؤلف أجوان وماندان. ومع ذلك، مازال لدي وقت أن أستفيد من معلوماته اليوم في كتابة روايات مثيرة.

في العالم العربي تندر الكتب التي تساعد المؤلف في حرفته.. وأعتقد أن كتابا مثل هذا ليس نادرا فقط.. بل ليس له وجود.

Writing Fight Scenes by Rayne Hall 


إليك محتوى الكتاب، كما تصفه المؤلفة راين هول.


عزيزي القارئ،

سيساعدك هذا الكتاب على  تأليف مشهد قتالي يتمتع بمقومات التسلية، فضلا عن الواقعية، ويجعل القارئ مبهوراً يقلب الصفحات دون توقف.

قد تكون  جاهلا بفنون القتال،  وهو الحال عند العديد من المؤلفين ولكن هذا الكتاب سيبين لك خطوةً بخطوة كيفية كتابة مشاهد قتالية منطقية مع تجنب بعض الأخطاء الشائعة.
 وإذا كنت خبير في فنون القتال، أو عسكري ماهر أو متخصص في التاريخ العسكري أو محارب مخضرم سيرشدك هذا الكتاب لتحويل معرفتك إلى خيالٍ حي.

سأقدم لك قاعدة مكونة من ستة أجزاء كي تستخدمها كمخطط تبني عليه مشهدك وتكتشف حيل الجمع بين القتال والحوار وأي الحواس تُستخدم ومتى وكيف، إضافة إلى أساليب إستثارة عواطف القارئ. عليك أن تقرر كم من العنف يحتاجه المشهد، وما هو الموقع  المثالي، وكيف تدافع البطلة عن نفسها للخروج من المأزق، وكيف توازن نمط كتابتك مع الوتيرة السريعة للحدث. هناك أقسام خاصة بالمرأة المقاتلة، والرجل المقاتل، والحيوانات والمخلوقات ذات الهيئة الآدمية، والعقبات النفسية، والمعارك والمبارزات والشجارات وأعمال الشغب والمواجهات النهائية. وهناك نصائح لك حسب احتياجات النوع الأدبي الخاص بك، فمثلا كيف تبني التوتر المثير في المشهد القتالي وكيف يستولي القراصنة على السفينة، وكيف يتقاتل السحرة و غير ذلك الكثير. ستتعرف على أنواع مختلفة من الأسلحة وكيفية توظيفها في الروايات مع تجنب الأخطاء المحرجة.

قبل سنوات، فيما كنت أعاني وأنا أكتب مشاهدي القتالية، بحثت عمن يرشدني و يوجهني ولم يكن أمامي سوى أن اكتشف بنفسي ما الذي يصنع المشهد القتالي الناجح.  قمت بدراسة المشاهد القتالية الشهيرة في الأدب الكلاسيكي والروايات الحديثة ولاحظت كيف تكون بنيتها وقمت بتحليل أساليبها. وبسبب تسلحي بالافكار في هذا المجال عكفت على كتابة مشاهد قتالية أسرت القراء وسحرتهم. بعدها بدأ بعض الكتّاب  بطلب مساعدتي في  تطوير مشاهدهم القتالية. هنا بدأت خطواتي الأولى في تقديم دروس عبر الانترنت في كيفية كتابة المشاهد القتالية، ولم أتوقف عن دراسة هذا الاختصاص وإضافة معلومات جديدة إلى معرفتي.

حين  أنظر إلى محاولاتي الأولى في كتابة المشاهد القتالية أصاب بالحرج فالأخطاء فاضحة وبناء الجمل غريب، ناهيك عن نمط الكتابة - محرجٌ جدا. أما الآن فأعرف كيف تبنى المشاهد القتالية، لذا أحببت أن أشاركَكم بعض الأساليب والطرق في كتابتها.

تكمن خبرتي في حرفة كتابة المشهد القتالي، وبالطبع ليست في القتال ذاته فأنا كاتبة ولست بمحاربة ويمكن لمقاتل حقيقي أن يصرعني  بسهولة، وبعدها يمكنني أن أكتب مشهد  ممتاز عما حدث.

على الرغم من أنني تدربت على عدة أشكالٍ من فنون  القتال (كيك بوكسينج، وبعض أساليب الدفاع عن النفس، القليل من الكاراتيه والايكيدو، حتى أني تعلمت شيئاً من مصارعة المحترفين)، إلا انني لم أفز بألقاب أوأحزمة سوداء. أما تجاربي القتالية في حياتي الواقعية  فتتلخص في دفاعي عن نفسي ضد رجل متحرش على متن قارب تجديف بضربه بالمجداف على رأسه، وعندما لاحقت جاري المتنمر بمجرف الحديقة.

 أما في موضوع الأسلحة، فأعرف قدرا لابأس به عن الأسلحة القديمة والدروع ولدي مجموعة من رؤوس السهام القديمة وقمت بنفسي بتشديب مجموعتي الخاصة من أسلحة العصر الحجري.  ومارست الرماية (بنجاح كبير) ورمي الرماح (جيد الى حد ما) و قذف الحجارة (فشلاً ذريعا).  

عملت مرة في الرقص الشرقي، وكانت لي فقرة أوازن فيها خمسة سيوف غير حادة على أجزاء مختلفة من جسدي. وعلى الرغم من أن وزن السيوف سبّب ألمٍ مفرِط في مفاصلي إلا أن الجمهمور أحب العرض.

صممتُ مشاهد قتال بالسيف وبعض الحركات القتالية للأداء المسرحي ومع أن القتال المسرحي يختلف تماماً عن القتال الحقيقي إلا أن لكلاهما قواسم مشتركة مع المشاهد القتالية في  الأدب.

ستحتوي فصول هذا الكتاب على نصائح حول أنواع مختلفة من  القتال والأسلحة والأنماط الأدبية، بعضها ذات صلة بالقصة التي تكتبها، لذا يمكنك أن تتخطى ما لا تحتاجه. 

يتخصص هذا الكتاب في حرفة الكتابة  ولن يحولك إلى مؤرخ حربي أو خبير أسلحة ولن يعلمك كيف تقاتل. قد لاتحتاج إلى خبرة في القتال كي تستخدم هذا الكتاب ولكن حتما ستحتاج أن تفهم حرفة الكتابة. إذا كنت مبتدئاً في الكتابة  أنصحك أن تلجأ أولاً لدراسة كتب تتحدث عن الأدب بشكلٍ عام.

سوف أستخدم "هي" في بعض الأحيان عندما أقوم بالتحدث عن بعض الشخصيات بينما استخدم "هو" في أحيانٍ أخرى، باستثناء الفصلين 15 و 16 غالباً ما سأستخدم فيهما الضمائر بشكل عام بغض النظر عن جنس الأشخاص.

في العديد من الفصول سأقترح روابط لبعض مواقع الانترنت وأود أن أنوه إلى انه لا يوجد لدِي وسيلة لمعرفة شرعيتها وصحتها لذلك لا اتحمل أي مسؤولية تجاه هذه الروابط.

يقوم أصحاب المواقع في أغلب الأوقات بتغيير محتوياتهم ويتم بطرفة عين حذف بعض صفحات الانترنت وإغلاق المواقع لذا قد لاتعمل بعض الروابط.

لقد شاهدت  آلاف المقاطع في اليوتيوب وانتقيت تلك التي تعد الأكثر فائدة لمن يكتب. على سبيل المثال: عروض فنون القتال، إعادة تمثيل الأحداث التاريخية، نصائح الدفاع عن النفس وعروض استخدام  الأسلحة. ستساعدك هذه المواقع في تخيل المشاهد القتالية، وبإمكانك تخطيها إن كنت لست بحاجة إليها.

أتمنى أن تستمتع بقراءة كتابي هذا، وأن تطبّق الأفكار المذكورة من أجل خلق مشاهد قتالية تتميز بالتسلية والواقعية والإثارة التي تجعلها  خالدة في ذاكرة كل قارئ.


راين هول 

Friday, March 27, 2015

The Belgariad - A Favorite

I am constantly looking for Arabic blogs which talk about favorite Arabic books. Little to none exist when it comes to Arabic Science Fiction & Fantasy (SFF). 

As a teen, I didn't have the Internet to scour for the latest SFF. I had to rely on my Summer trips to London with the family in order to find those gems sitting on a shelf with thousands of other good SFF works. One day I found a magazine which introduced me to something called "The Science Fiction Book Club", located in the US. You subscribe, and it would regularly send you a catalog with the latest SFF books. That's how I bought my books, and was introduced to some of my favorite SFF books.

And that is how I bought 2 large volumes under the title, The Belgariad. They contained all five books of a series by an author I'd not known before: David Eddings. I loved the series, and every few years I would reread. One of my children also fell in love with it, and read it so many times that the books were ruined.

Here is a wonderful review which describes how I feel about it now. Enjoy.

In the World of Fantasy Literature, David Eddings Is Truly Magic

Wednesday, January 07, 2015

ثلاثية فانتازيا عربية للكاتب إسلام إدريس‎


عثرت على هذه الثلاثية بالصدفة في زيارتي لجناح دار نشر بلاتينوم خلال أيام معرض الشارقة الدولي للكتاب. قبلها كنت أشك في وجود أدب الفانتازيا في العالم العربي، على الأقل الفانتازيا بطريقة الغرب – أو حتى بطريقة ألف ليلة وليلة. 

صدرت الكتب الثلاثة: "أسطورة العودة" و "أسطورة الكاهن" و "أسطورة الرحيل" بقلم الكاتب إسلام إدريس من دار نشر بلاتينوم الكويتية في الأعوام من 2012 إلى 2014. ويبدو لي أن السلسلة موجهة إلى اليافعين، ولا أدري إن كان هذا تصنيف الكاتب ودار النشر أو انطباعي الشخصي فقط. تتلخص قصة الرواية في الصراع الأبدي بين الخير والشر، وعلى طريقة الغرب، بنى إسلام إدريس عالما كاملا تقطنه شعوب متعددة تنتشر حول رقعة جغرافية هائلة. فهناك الممالك والامبراطوريات وتوابعها من مدن وقرى البشر. وهناك الفرسان الجوالة، الشعب السحري الغامض الذي كانت له علاقة تاريخية بالبشر، انتهت منذ عدة أجيال. كما يوجد شعب مشابه للفرسان الجوالة وهم من أسماهم الكاتب "الموريزور". الجوالة والموريزور يحبان الطبيعة ويخدمانها وذلك بتسخير قواهم السحرية التي تينبع من الأرض نفسها. تبدأ القصة بإشاعات عن قرب هجوم "النازيل" على التجمعات البشرية. النازيل شعب قبيح وهمجي كانت له هجمات سابقة على البشر أوشكت أن تمحيهم من الوجود، لولا اتحاد الفرسان الجوالة مع البشر لدحر جيوش النازيل. تتنقل الأحداث من قرية صغيرة إلى مدينة رئيسية إلى بلاط الملوك في عواصم الممالك والامبراطوريات. الكل يسمع بالهجوم الوشيك ويتكهن بمصير البشر في الحرب القادمة بعد أن هجرهم الفرسان الجوالة. وبالإضافة إلى هذه الشعوب، هناك أيضا مخلوقات غريبة تظهر هنا وهناك ولها دور في الحرب القادمة، منها الجياد السحرية، والتنانين، وغيرها من المخلوقات الغامضة. في الجزء الثاني من السلسلة تستمر المعارك بين البشر والنازيل والتي تنتهي دائما بدمار المدن البشرية وذبح أهاليها ومقاتليها. لا شيء يقف في طريق النازيل الذين أرسلهم "الكاهن الأسود" للانتقام من البشر والجوالة الذين وقفوا في وجه زحفه السابق. ويبدو أن للجوالة خطة مختلفة تلتزم بنبؤة قديمة تقول أن هذه الحرب اليائسة لا نصر فيها إلا لقوى الشر، وأن على الجوالة أن يعودوا إلى أرضهم القديمة حيث سيظهر بعدها بطل يقودهم للنصر في المستقبل. ينتهي الكتاب الثالث بعدة معارك، جميعها تنتهي بهزيمة البشر ويبدو أن لا أمل للتصدي لقوى الكاهن الأسود الذي استعان حتى بالعمالقة وبالأقزام وبالخونة بين صفوف البشر والموريزور والجوالة. ورغم عدم ذكر الكاتب لجزء رابع إلا ان ليس لدي شك أن هناك جزء رابع.

فليسمح لي القارئ الكريم أن أقدم لمحة عن قراءاتي قبل أن أبدي رأيي في السلسلة. بدأت قراءة الخيال العلمي والفانتازيا باللغة الانجليزية وأنا في سن المراهقة، أي منذ 35 عام. ورغم هجري للخيال العلمي بعد سن الثلاثين، إلا انني لم أتوقف عن متابعة أبرز الأعمال في أدب الفانتازيا. فبدءا من ثلاثية جيه آر آر توكين "سيد الخواتم" (والكتاب الذي سبقها "الهوبيت") والتي تتلخص في قصة شر قديم يهدد "الأرض الوسطى" بكل شعوبها من بشر إلى "إلفز" إلى "دوارفز" و "الهوبيتس". هذا الشر الذي يستخدم مخلوقات شريرة وقبيحة وبربرية في اجتياح الأرض الوسطى، بحثا عن خاتمه الأوحد الذي سيعينه على استعباد كل الشعوب. ولا أنسى ذكر "نبوءة الهوبيت" الذي سيبرز ويحقق أمل الشعوب في التصدي للشر القديم، وبعدها سيرحل الإلفز إلى أراضيهم القديمة وتنتهي سلطة السحر في الأرض الوسطى. قرأت أيضا روايات الكاتب تيري بروكس في "سلسلة شانارا" والتي تحكي قصة شعوب متعددة تقطن أرض واحدة، وتتحد لمجابهة شر قديم يستيقظ مرة أخرى ليستعبد الشعوب. وعن الشجرة العظيمة (إلكريس) التي تقف كحاجز دفاعي يمنع المخلوقات الشريرة البربرية القبيحة من اجتياح اراضي الشعوب المسالمة. وهناك ايضا سلسلة روايات روبرت جوردان والتي بدأها في منتصف الثمانينات (وأنهاها براندون ساندرسون بعد وفاة جوردان) في 2013، وهي سلسلة "عجلة الزمن". تتلخص القصة في رحلة مجموعة من الشباب والشابات عبر عدة أقطار استعدادا لمواجهة شر قديم يريد أن يعيد أمجاد الماضي على جثث شعوب الحاضر.

كما لا أنسى سلسلة روايات دايفد ادنغز "ذا بيلغارياد" وثلاثية تاد ويليامز "ميموري سورو اند ثورن" وسلسلة كتب تيري غودكايند "سورد اوف تروث"، وسلسلة كتب رايموند فايست وياني وورتز، وكتب مارجريت وايس وتريسي هيكمان، وتاد ويليامز وبراندون ساندرسون، وميلاني رون، وآن مكافري، وختام المسك سلسلة جورج مارتن "لعبة العروش". إن ماذكرته أعلاه تحكيه مالايقل عن 90 كتاب (وهو ما قرأته فقط، وهناك المئات غيرها لم أقرأها ولكن تحمل نفس الثيمات). كلها ملحمات تتحدث عن صراع الخير والشر، وقد يكون البطل شخص واحد أو مجموعة من الشخصيات المميزة. قد يكون البطل شخص عادي جدا ولكن ألقيت على عاتقه مهام عظام، وقد يملك قوى خارقة لم يكن يعلم بها قبل أن تبدأ الأزمات في حياته. تبدأ القصص بشخص وحيد، وتنتهي بمعارك تخوضها جيوش جرارة تحدد بها مصائر الأمم. نعم، جميعها متشابهة، ولامفر من أن يتأثر كاتب ببعض جوانب رواية كاتب أقدم منه، فيقتبس منها قليلا، سواء كانت بوعي منه أو من غير وعي. ورغم تشابه القصص إلا انها أيضا مختلفة عن بعضها، لأن الشخصيات تختلف في تصرفاتها وقراراتها، وكل عالم له مواصفات خاصة به لا تتكرر في القصص الأخرى، وهناك تركيز على جوانب محددة لا تتواجد في عوالم أخرى. أي أن لكل كاتب بصمة خاصة به تميز قصته عن باقي الكتب المشابهة في الحبكة العامة.

كتابة الفانتازيا عملية سهلة... وصعبة. سهلة لأن الكاتب يستطيع أن يبني عالم جديد وغريب، ولا يملك أحد الاعتراض على تفاصيله وأحداثه لأن لا يوجد صواب أو خطأ يقاس به. وصعبة لأن بناء العوالم فن وعلم، ولا يمكن أن يتصور صعوبته إلا من خاض هذه التجربة. لذلك أحيي الكاتب إسلام إدريس على جرأته في بناء عالم جديد، تقطنه مخلوقات متنوعة وثقافات مختلفة ومثيرة. ولأنني ذكرت عدد الروايات التي قرأتها من هذا النوع، لا أملك سوى أن أقارن أسطورة العودة بتلك الروايات، وهذه مقارنة ظالمة، لأن أدب الفانتازيا مازال في مهده في العالم العربي، وعلينا أن نصبر قليلا قبل أن ينضج (تماما كأدب الخيال العلمي).

لو أتينا إلى الغرض من القصة أو الرسالة الكامنة وراء الأحداث فهي تتلخص في صراع الخير والشر، وفي البطولات التي يظهرها من يختارون أن لا يتهربوا من مسؤولياتهم، ويتصدون للشر مضحين بحياتهم من أجل من يحبون. القارئ الذي لم يعهد الفانتازيا "الغربية" ولايعرف منها سوى ما رآه في فيلم "سيد الخواتم" ستسحره هذه العوالم والأحداث، وخاصة أن الكاتب يصف الملابس والأسلحة والمعارك بدقة شديدة، وكأننا نراها على شاشة سينما. ووجود سلسلة لم تنته بعد هو محفز كبير على متابعة ما سيحدث في الجزء التالي وهو ما يشدّ اليافع للقراءة – وهذا أمر مطلوب. لاتوجد شخصية واحدة في السلسلة نستطيع تعليق آمالنا عليها، بل هناك شخصيات عدة، من جميع الشعوب، ورغم تعاطفنا معها وتشجيعنا لها، إلا ان الاحداث وتناثرها في كل بقعة يجعل الشخصيات ثنائية الأبعاد فقط (أو ما يسمونها بالانجليزية نمطية وكاريكاتورية). ولا أرى في ذلك عيبا في هذه المرحلة من أدب الفانتازيا في العالم العربي، وخاصة في أدب اليافعين.

عالج الكاتب الأحداث بتسلسل واضح، وإن لمست في بعض الأحيان خللا زمنيا غير ثابت. ربما أكبر ملاحظتين على السلسلة تكمن في "حشر" الكاتب في قصته لكل شعب غريب قرأ أو سمع عنه ، حتى الحوريات لها وجود في هذه السلسلة، ولم يتردد حتى عندما أضاف الرابط الذي يربط بين الموريزور وجيادهم السحرية عندما تلتقي جديلة شعر الموريزور بشعر الجواد – في تقليد واضح لقصة فيلم "أفاتار". لابأس أن نستقي قصصنا من عوالم أخرى، ولكن أن نحشرها جميعها في قصة واحدة فهذا أمر لا أحبذه شخصيا. كما ليس من المقبول أن نستخدم في رواياتنا أسماء اشتهرت في روايات أجنبية في نفس النوع من الأدب (مثل آروين وهالدير وفالوين وغلادريل وغيرها من سلسلة سيد الخواتم – هذه سرقة أدبية سافرة). أما الحوار فهو بحاجة إلى الكثير من التنقيح، فرغم ان الأحداث مثيرة وسريعة إلا ان الحوار طويل ومبالغ فيه، لدرجة ان بعضها يمكن أن نسميها خطب عصماء لا حوار طبيعي بين شخصيات قصة. وتتكرر "ما هذا الهراء بحق الآلهة؟!" بطريقة مملة. ناهيك عن الكثير من التكرار في المشاهد، وإضاعة لصفحات ثمينة في حوار سطحي لا يخدم الحبكة بأي شكل.

ومع ذلك كله، تبقى هذه السلسلة رائدة في أدب الفانتازيا في العالم العربي، وأتطلع لما سيكتبه غيره من الكتّاب بعد أن يتأثروا بما قرأوه في سلسلة "أسطورة الفارس" للكاتب إسلام إدريس.

Wednesday, December 03, 2014

اختبار بيكديل للنوع الاجتماعي (جندر)

نسمع كثيرا عن الجندر أو ما يسميه البعض النوع الاجتماعي. يتناول المصطلح مكانة المرأة أو والرجل في المجتمع، والحاجة للنظر للمرأة وللرجل على انهما إنسان بغض النظر عن جنسهما.


منذ عامين طلبت مني كاتبة استرالية أن أرسل لها ترجمتي لرواية "أجوان". وبعد أن قرأتها كتبت مراجعة لها في غودريدز (المراجعة هنا. أول ملاحظة للكاتبة (عربية الأصل) أن رواية أجوان "اجتازت اختبار بيكديل" Bechdel test

بالطبع لم اسمع بهذا الاختبار من قبل، وسارعت في البحث عنه، واكتشفت أنه اختبار اخترعته رسامة كارتون أمريكية اسمها أليسون بيكديل في 1985. فكرة الاختبار بسيطة جدا وموضوعية، ويمكن الاطلاع على تفاصيل الاختبار هنا.

باختصار، كان الاختبار مخصص للأفلام، ولكنه الآن يستخدم (بشكل غير رسمي) لتصنيف الأفلام والكتب وغيرها. ويمكن تلخيص الاختبار هكذا:

في الفيلم أو الكتاب، هل:
1. يوجد أكثر من شخصية نسائية واحدة؟
2. هل تلتقي الشخصيتان وينشأ بينهما حوار؟
3. هل الحوار يدور حول أي شيء آخر غير الرجال؟

بالطبع الاختبار له مؤيدوه والمعترضين عليه، إما لرفضهم له كاختبار في الجندر أو لأنه قاصر ويحتاج إلى تخصيص أكبر.

.... لا داعي أن أسأل إن كان هناك اختبار مماثل في العالم العربي.

المهم.. ان روايتي "أجوان" اجتازت الاختبار. 

Tuesday, September 30, 2014

Interview in ADIBF Newsletter (March 2014)

At the Abu Dhabi International Book fair, I was interviewed by Chip Rossetti (via skype - who did not let on, at that time, that he spoke Arabic.)

The original interview is on this link ADIBF Newsletter, on Page 4.

And the text is here:


24th Abu Dhabi International Book Fair
30 April - 5 May 2014
by Chip Rossetti.

For Emirati author Noura Al Noman, seeing Star Wars in 1977 was a defining moment in her life as a reader: “Ever since then, I’ve been hooked on science fiction. I read science fiction and fantasy almost exclusively until I was about 28.” Born and raised in Sharjah, where she still lives, Al Noman studied English literature at UAE University, and holds a Masters in Translation Studies from the American University of Sharjah. 

Her lifetime reading served in her good stead when she took up writing recently. In 2010, she published two children’s picture books, al-Quttah Qitnah (Cotton the Kitten) and al-Qunfuth Kiwi (Kiwi the Hedgehog), with the publishing house Kalimat. But from there, she turned to writing Y.A. science fiction novels—a change partly prompted by the reading habits of her own adolescent children. “My kids started borrowing English books from the library,” she says. “It was very difficult to find books in Arabic that would interest them. I thought to myself, ‘This is shameful: they should be reading in Arabic.’ So I thought, let me try my hand at writing.” She naturally turned the genre she knew best, science fiction. 

Her first novel, Ajwan, was published by the Egyptian publisher, Nahdet Misr, in 2012: at 420 pages, it is much longer than most other published Arabic science fiction. The novel’s protagonist, Ajwan (she has an Arabic name, meaning “bays” or “inlets”), is a 19-year-old girl who lives in an underwater society, which allows her to breathe both water and air. Her story is one of a young character expanding her horizons, as Al Noman describes it: “With Ajwan, one of the things I’ve used in the book is the repeated phrase, ‘Her eyes opened.’ Like all of us, she lives in her familiar world, her comfort zone. But then she has to encounter a world beyond that.” Ajwan is the first book in what may end up a four- or five-book series, taking Ajwan through different phases of her life. Book Two of the series, Mandan, was published in January of this year, and she is currently writing the third installment, well aware that the pressure is on to live up to readers’ expectations: “Mandan was very intense, according to those who have read it, so obviously, I can’t write a lukewarm Book Three!” 

In Mandan, Ajwan’s son is abducted by the henchmen of an antagonist with the ability to manipulate people’s minds. To counter them, Ajwan has her own superpower: empathy. For Al Noman, her villain hopefully offers a lesson to her readers: “My aim is to teach young readers that they need to
think before they do things that people tell them to do.”


Her own science fiction and fantasy reading has mostly been in English, and she cites prominent authors such as J.R.R. Tolkien, Anne McCaffrey, Alan Dean Foster, Robert Jordan, and Melanie Rawn as influences. At the same time, she is aware that science fiction is still an emerging genre in Arabic: “I haven’t read much Arabic science fiction, other than [Egyptian writer] Ahmed Khaled Towfik’s Utopia. There hasn’t been a complete novel of science fiction, only novellas.” While English-language readers of science fiction are used to long books, some readers criticized her for the length of Ajwan: “The Arab world isn’t used to such long science fiction novels, unless it’s a translation. They like shorter books.”

While she acknowledges pioneers such as Egyptian author Nihad Sharif and Syrian authors Zuheir Ghanim and Talib ‘Umran, she found earlier Arabic science fiction lacking—with less complicated plots and shallower characterization—something she wanted to change in her own fiction. But in the past two years, she says, there has been a sea change, since “Arabic science fiction writers are now doing ‘world building’ in their fiction.” First coined by science fiction authors in 1970s, “world-building” refers to an author constructing a coherent background—biological, historical, economic, and political—for an imagined society in a novel. The result can be a more complex fictional universe, where science and technology do not serve merely as gadgetry, but form coherent elements in the plot.

Arabic readers are starting to look at science fiction in a new way as well, Al Noman points out, since “people no longer think that science fiction is just for kids.” Far from being a frivolous genre, it can have positive effects on younger readers: “A child who reads science fiction is likely to be interested in science growing up. Budgets for science research in Arabic world are miniscule. But if kids are interested in science fiction It might stimulate their interest in science later on in life, and encourage them to consider it as a career.”
The publishing house Nahdet Misr took an interest in her Ajwan series in part because it had experience


publishing fantasy novels in translation, including the Lord of the Rings and the Harry Potter books. Even so, it was her presence on Goodreads (www.goodreads.com) that clinched the deal for them. Her online presence (as well as her blog, “My Parallel Universes”) persuaded her (and her publisher) to make her books available as e-books, too. “With the youth, they may not be picking up books, but they are always on their laptops and mobiles, That’s how we get access to them, to get them to read.”

Sunday, June 15, 2014

أجوان بنت الماندان - بقلم أ. محمد قرط الجزمي

شرفني الأستاذ محمد قرط لجزمي، كاتب الخيال العلمي بقراءة رواية أجوان، وكتب عنها في هذا الرابط:


وهنا إجابتي على بعض تساؤلاته في مقاله. وأتمنى أن لا تفسد الإجابة متعة القراءة للبعض.


الشكر الجزيل لك أستاذ محمد. أولا على التقييم وثانيا على المقالة في صحيفة خصب. تشرفت بها حقيقة.

أعجبني تسميتك لها "أجوان بنت الماندان" .. رائعة! كثيرا ما ترددت إن كانت هناك حاجة أن أسميها فلانة بنت فلان.. وكنت أؤجل القرار في ذلك.
بالفعل الرواية خيال علمي سهل (سوفت كما يقول الانجليز). تهمني العلاقات والصراعات فوق التقنيات المتطورة. وفي قراءاتي (سابقا) كنت أقرأ السهل وأتجنب الصعب.


الفلاش باك كان أسلوب اضطررت لاستخدامه لأنني ادركت أن اليافع بحاجة إلى بداية قوية تشده لإكمال القراءة. فقررت أن أبدأ بكارثة هائلة، ثم

أعود للماضي لأكمل تركيب قطع الصورة المفككة.

تعودت في روايات الخيال العلمي والفانتازيا التي أقرأها أن أجد نقاط غامضة لم يوضحها الكاتب، ويتركها لخيال القارئ. تلك الأسئلة التي لا يجيب عليها الكاتب، هي الأفكار التي تتحول إلى قصص جديدة في ذهن القارئ عندما يتحول إلى كاتب. أو هذا ما حدث معي.


إذا سمحت لي أجيب على بعض أسئلتك وهي إجابات عامة وأتمنى أن لا تفسد المتعة على من لم يقرأوا الرواية بعد. (تحذير: كل شيء تحت هذه الجملة غير مناسب لمن لم ينهي رواية أجوان.)


----


لم أذكر كوكب الأرض وكان ذلك مع سبق الإصرار والترصد. لا أريد أي رابط بين الأرض أو العرب أو الأديان وبين أحداث هذه القصة. حتى بطلة القصة ليست من البشر، فهي تتنفس الماء والهواء. بنيت عالمي على عالم أسسته مؤلفتي المحبوبة آن مكافري. حيث توسع استيطان البشر للكواكب الأخرى حتى نسي البشر أصلهم (الأرض). في استيطانهم للكواكب الأخرى احتك البشر بمخلوقات أخرى، ومع الوقت انضموا لاتحاد الكواكب الفضائي. 


صحيح أن للمخلوقات مشاعر وأغراض مثل البشر، ولكن إن كانت الأسماء الغريبة تشوش القارئ، فإن تقديم مشاعر جديدة (لم تخطر لبشر) سيكون مشوشا أكثر. ولا أدري من أين لنا أن نأتي بمشاعر غير بشرية، فكل ما يمكن أن نفكر فيه هو أصلا بشري. 


لكل من يكتب في الفانتازيا والخيال العلمي تأتي نقطة يحتاج فيها إما أن يتغاضى تماما عن مسألة "لغة التفاهم" أو يتطرق لها بجملة سريعة – لأن القصة تفوق في أهميتها إشكالية اللغات (فنحن كقراء قد أوقفنا تفكيرنا المنطقي عندما دخلنا عالم جديد، به سفن فضائية تسافر بسرعات ضوئية دون أن يؤثر ذلك على عمر الركاب أو عمر باقي سكان الكواكب، والسفن بها جاذبية عادية إلخ). ومع ذلك فإشكالية اللغة تحتاج لحل حقيقي، وهو ما يجب أن يحتال به المؤلف. شخصيا، ذكرت هذا الموضوع في المشهد الذي يتطرق "لرطانة" الموانئ والمحطات. فهي اللغة المشتركة بين المسافرين في الفضاء، والعاملين في الموانئ والمحطات وحتى القطاع العسكري والتجاري. وأقصد بالرطانة: مجموعة من العبارات والكلمات والمصطلحات من عدة لغات تخدم أغراض المتعاملين بها.


صحيح أن الرواية لم تتطرق لتفاصيل بيئة المدن الغارقة، وهي أيضا إشكالية آثرت أن لا أخوض فيها لأن ليس لها أهمية في حبكة القصة، ولكن الفكرة الأصلية كانت أن شعب أجوان لم يعد يتذكر كيف بدأت حضارتهم. وهناك "نظريات" بأنهم تعرضوا لهندسة جينات ليستطيعوا العيش في بيئة الماء. ولكن المدن الغارقة مجرد فقاعات هواء هائلة يعيش الهافيكي فيها تماما كما نعيش نحن، ولكن لا يخرجون للسباحة في تلك الأعماق لأن ضغط الماء لا يرحم. وعندما يرغبون في التمتع بالماء يخرجون للجزر الصغيرة ويقضون الوقت في المياه الساحلية الضحلة. ولذلك أجوان تشعر بالبرودة والحرارة (خاصة أن كوكبها دافئ عامة) وتخاف الظلام مثلنا لأن مدينتها مضاءة مثل مدننا.


وعندما خافت روهاني على أجوان من خطورة المرض بسبب الأمطار، فهذا يعكس جهلها بطبيعة جسد أجوان والهافيكي. هي تنظر لها من منظور بشري، وتتوقع أن تمرض مثلما ستمرض روهاني في الوضع نفسه. وهو ما نفعله يوميا في حياتنا عندما ننظر لثقافات أخرى ونستغرب عاداتهم الغريبة علينا ونحكم عليهم أحكام ضيقة الأفق. بينما أجوان تشعر بالحياة وبالأمان عندما تغطيها المياه.


هذه التفاصيل المتواضعة مني هي من باب إضافة بُعد آخر لقراءتك أستاذي الكريم، ولا أقصد بها أنها التفسير الوحيد، ففي بعض الأحيان تفسيرات القارئ تكون أكثر إثارة وجمالا من تفسير المؤلف نفسه. فعلى سبيل المثال، السلطانة ماريونيتا. كتبتها وفي ذهني أنها ستؤثر على القارئ بطريقة محددة.. وفوجئت (بل صعقت) عندما ذكر لي بعض القراء رد فعلهم المعاكس نحوها. عندها أدركت أن الرواية عندما تخرج من يد المؤلف تأخذ حياة مستقلة وتصبح ملك القارئ فقط. وهذا هو عالم الأدب.


أشكرك كثيرا على ملاحظاتك واهتمامك بالتفاصيل. وأود أن أقتني نسخا من كتبتك. فأين أجدها؟


مع تحياتي وتقديري 

Friday, April 25, 2014

تحديات الكتابة لمن لم يجربها من قبل


عندما بدأت رحلة تأليف روايتي الأولى أجوان كانت مخاوفي تدور حول صعوبة العثور على أفكار جديدة. اعتقدت أنني سأقع في فخ نسخ قصص قرأتها، دون أن أعي ما أفعل.  ما لم أتوقعه في هذه الرحلة التي استغرقت تسعة أشهر، هو أن أواجه نوع جديد من التحدي الداخلي الذي لا يستطيع أن يساعدني في قهره أي طرف خارجي. 

أول التحديات كان الوقت، فنحن نعيش في عصر أجهزة وآلات اخترعها البشر لتسهيل مهامهم اليومية وتوفير الوقت، ومع ذلك نجد أن 24 ساعة في اليوم ما عادت كافية لإنجاز أعمالنا. ولكنني تأملت يومي فوجدت ساعات طويلة أهدرها في.. لا شيء مفيد. فبين الوقت الذي نهدره أثناء الجلوس في غرفة الانتظار في العيادة، أو التنقل من قناة إلى قناة بحثا عن برنامج ممتع يضيع وقتنا في متابعته، أو حتى في مراقبتنا للتغريدات التي تتراكم في تويتر. إنها ساعات ثمينة تمضي ولا سبيل لاسترجاعها، ولكننا أدمنّا هدرها ولا نستطيع أن نتوقف. 

* إذن نصيحتي لمن يقدم على الكتابة أن ينظم وقته جيدا ويتخلص من العادات السيئة التي تهدر وقته.

ثاني تحدي كان في أسطورة "الإلهام"، فالكل مفتون بفكرة الإلهام، ذاك الشيء الغامض الذي يأتي من السماء أو من عالم متواز لا نملك السيطرة عليه. صحيح أن الأفكار قد تأتي هكذا وأنا في اجتماع، أو تحت الدش، أو أثناء قيادتي للسيارة، ولكنها أفكار وليست عملية الكتابة ذاتها. اكتشفت مع الوقت أن الكتابة تولّد كتابة، والكلمة والعبارة تجر معها كلمات وعبارات. وهذا لا يحدث إلا بعد أن أخصص وقت في يومي للكتابة، حيث أجلس أمام اللابتوب وأبدأ في ضرب مفاتيحه لأصيغ العبارات والجمل. وفجأة تبدأ الشخصيات بالتفوه بكلمات لم تخطر لذهني ولكن أصابع يدي كتبتها. والأحداث تتطور بسرعة مجنونة تعجز اصابعي عن مجاراتها. كاتب أمريكي اسمه "راي برادبري" قال أن الإلهام لا يأتيك دون دعوة. يجب أن تجلس في المكان والوقت المناسبان ثم تبعث للإلهام دعوة وستجده يلبيها فورا.

* الكتابة ممارسة يومية تتحول إلى عادة وتجد أنك تنجز صفحات وصفحات بأقل قدر من الجهد

الكاتب بطبيعة الحال هو في الوقت ذاته قارئ. كثيرا ما أعود للنص الذي كتبته في اليوم السابق وأقرأه بنظرة ناقد أو مصحح مما يرغمني على التغيير والتعديل والتصحيح والبحث عن الكلمة الأمثل وبعد انقضاء نصف ساعة ثمينة أكتشف أن لم يعد لدي وقت " للكتابة. الكاتب إنسان مبدع وعليه أن يسمح لإبداعه أن يقوده دون قيود أو حدود. يقول الكاتب "جيم ديني" : اخرس صوت الناقد في داخلك.

* عندما أضع قبعة الكتابة لا أستطيع أن أضع معها قبعة النقد والتنقيح. لكل مرحلة قبعة. أولا عليّ أن أكتب القصة كاملة دون انقطاع. وبعد أن أنتهي منها تماما، أضع قبعة التنقيح وأبدأ مرحلة جديدة.

ثم هناك مرحلة التنقيح الصعبة. في كتابتي لرواية أجوان كل شيء كان جديد بالنسبة لي ولذلك أستطيع أن اقول انني ارتكبت كل الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها كاتب مبتديء. ما فهمته عن صناعة النشر في العالم العربي أن دور النشر تقوم بالتصحيح اللغوي للمسودة، ولكن يندر وجود  التحرير الأدبي والذي يتميز به الأدب باللغة الإنجليزية. فالمحرر في الروايات الانجليزية يتعاون مع الكاتب ليكشف له عن الثغرات في حبكته أو في تطور شخصيات القصة وغيرها من العناصرالمهمة في الرواية. ولكن الأمر ذاته غير موجود في العالم العربي. ثم إن المحرر يعاون الكاتب على إخراج نص غير مترهل. والنتيجة أن رواية أجوان نشرت وبها 92 ألف كلمة. وبعدها بعامين قمت بتنقيحها بنفسي فحذفت منها 9200 كلمة غير ضرورية دون أن تتغير أحداث الرواية.

* مرحلة التنقيح تحتاج إلى نظرة ناقدة وقلب جامد.

الأهم من هذا كله: ان الكتابة وظيفة، إن لم يتعامل معها الكاتب على هذا الأساس، فلن ينجز أي عمل أدبي.

Saturday, August 24, 2013

الخيال العلمي وأخلاقيات المستقبل القريب والبعيد

عندما تلتقي حضارة متقدمة بحضارة أقل تطورا منها، من الطبيعي أن تتفوق الحضارة المتطورة على معظم الأصعدة (وإن لم يكن ذلك يشمل الصعيد الأخلاقي). رأينا الامبراطوريات تستعمر أراضي وشعوب وثقافات ورغم أنها أضافت للحضارات التي "استعمرتها" إلا انها سببت الكثير من الضرر لشعوب ولثقافات تلك الحضارات. روما ومستعمراتها، بريطانيا ومستعمراتها، اسبانيا ومستعمراتها إلخ.. كلها أضافت ولكن ما أخذته كان له الضرر الأكبر. ونحن في العالم العربي نعلم جيدا كم يستمر الاستعمار وكيف يواصل تدميره حتى بعد أن يرحل.

تلك الحضارات تفوقت بسبب العلوم: العلوم التي حققت الثورة الصناعية وبالتالي رفعت من مستوى الاقتصاد والتسلح. هكذا تتفوق الحضارات، وينطبق ذلك على كل ما يحدث اليوم، وما سيحدث في المستقبل. لهذا لا أتردد في أن أكرر ما أقوله لكل من ينظر للخيال العلمي على أنه "لعب عيال": الخيال العلمي يحفّز الأطفال على حب العلوم والتخصص فيها ودراستها والرغبة في تحويل الخيال إلى مخترعات واقعية، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البراءات، وإلى التفوق العلمي.. وأيضا (إن لم أكن ساذجة) إلى الديمقراطية. فالعقل المحب للعلم لا يسمح لعواطفه أن تحكمه، بل يملك فكر ناقد ويبحث عن الدليل في كل ما يجري حوله.

إن ما يتم تأليفه سنويا من أدب خيال علمي في الغرب ربما يفوق ما يؤلفه العرب في كل أنماط الأدب (وربما أكون مبالغة، ولكن لا أعتقد ذلك). وعندما تفتش في حياة بعض علماء العصر الحديث ستجد أنهم كانوا يقرأون الخيال العلمي وهو ما دفعهم للتخصص العلمي. ومع ذلك، عندما ننظر للخيال العلمي في العالم العربي لا نجد سوى تجارب بسيطة لا تتعدى القصص القصيرة، أو الروايات التي تعتبر أقصوصة. بل إن دور النشر لا تعتبره أدبا يستحق النشر.

ما دفعني للكتابة هذه الليلة، مشاهدتي لآخر إصدار من سلسلة أفلام ستار تريك. متابعو هذه السلسلة سيعلمون جيدا أن الأسطول الفضائي لاتحاد الكواكب يشدّد على ما يسمونه "التوجيه الرئيسي" (أو ربما يجب أن نسميه القانون الرئيسي؟): وهو باختصار عدم الاتصال أو عدم التدخل في حضارة لم تتوصل بعد إلى تقنيات القدرة على السفر بسرعة الضوء. فيمنع منعا باتا على كل سفن الاسطول أن تتواصل مع أية حضارة غير متطورة، أو أن تتدخل في تصحيح مسارها، بل وحتى الظهور أمامها بأي شكل من الأشكال. بالطبع هذا القانون ينطبق على كوكب الأرض اليوم، فنحن لم نتمكن بعد من السفرعبر الفضاء بسرعة الضوء. ولكن، ما علينا، فهو خيال علمي يتحدث عن المستقبل، عندما تمكن البشر من تحقيق ذلك التطور وبالتالي تواصلت معهم الحضارات المتطورة الأخرى للانضمام لاتحاد الكواكب.

وما الغرض من القانون الرئيسي؟ لأن لكل حضارة الحق في التطور بالطريقة وبالسرعة التي تحتاجها، فلكل حضارة خصوصيتها، ولمجرد أن هناك حضارة متطورة تريد أن تسرّع من تطور حضارة أخرى لا يعني أن هذا في مصلحة الحضارة الأقل تطورا، وربما عملية التسريع قد تضرّ الحضارة وتتسبب في اندثارها. منطق سليم ويحترم خصوصية كل حضارة.

أيضا في الخيال العلمي، قام المؤلف الأمريكي آيزيك آزيموف بتأليف العديد من الروايات حيث يستخدم البشر الرجال الآليين (الروبوت) في خدمة البشر. ولضمان تعايش مفيد بين البشر والآلات في قصصه، اخترع آزيموف 3 قوانين تحكم تلك العلاقة:

1.       على الروبوت لا يتسبب في ضرر ضد بشر، أو أن يسمح بحدوث الضرر من خلال عدم تدخله لمنع الضرر.
2.       على الروبوت أن يطيع الأوامر التي يوجهها له البشر، ماعدا حيث يتعارض ذلك مع القانون الأول.
3.       على الروبوت أن يحمي نفسه، طالما لا يتعارض ذلك مع القانون الأول والثاني.
قوانين بسيطة، ولكن لدي قناعة بأن العلماء الذين يقومون حاليا على تصميم آلات تخدم البشرية في القطاعات المختلفة سيطبقون تلك القوانين ويبرمجون الآلات للانصياع لها. وسيرجع الفضل في ذلك لرواية خيال علمي. وربما القانون الرئيسي أيضا سيكون الميزان الأخلاقي لاستكشافنا الفضاء واستيطان كواكب أخرى دون المساس بأمن وسلامة حضارات أخرى، ونكون بذلك قد تجنبنا الوقوع في الخطأ الذي وقعت فيه الامبراطوريات في الماضي.


أو ربما أكون ساذجة.

Tuesday, July 16, 2013

من أجل جيل قارئ

تكثر الأرقام التي تؤشر إلى قلة عدد القراء في العالم العربي، وخاصة بين فئة الأطفال والناشئة، ولا أدري إن كانت الأرقام دقيقة أو مستوحاة من خيال الجهة التي أعدت تلك التقارير - فأنا عامة أشك في الإحصائيات في منطقتنا ليقيني بأن العالم العربي لا يملك جهات موثوق فيها لعمل إحصائيات دقيقة.

ومع ذلك.. فلنقل أن الأرقام سليمة ودقيقة جدا.. ولنعترف بأننا أمام كارثة ثقافية. ولن أكرر في مدونتي هذه الأرقام (المتضاربة)، نظرا لأن قراءتها تسبب الغثيان والهلع لكل من يهمه مستقبل المنطقة. ومع ذلك فهو ليس بالوضع الميؤوس منه تماما، فهناك جهات مختلفة في العالم العربي تعمل من أجل رفع مستوى القراءة بطريقة رسمية أو غير رسمية، وحمدا لله على ذلك.

تواصلت معي مؤسسة رسمية منذ عدة أشهر وعرضت عليّ أن أكتب "سيناريو" لسلسلة من الإعلانات المرئية الموجهة للأطفال وأولياء الأمور والجمهور عامة، وكلها تهدف إلى التشجيع على القراءة وغرس حب الكتب في الجيل الجديد. حقيقة شعرت بالأمل والحماس من أجل هذا البرنامج وغيره من البرامج التي تعمل عليها عدة جهات في دولة الإمارات من أجل الهدف نفسه.

ولا شك أن هناك موازنات ضخمة تُرصد من أجل هذه الحملات الإعلامية الرائعة.. وأنا أؤيدها بالطبع..

لكن لا أملك إلا أن أتساءل في بعض الأحيان: هل نسعى لغرس حب القراءة في قلوب أطفالنا؟ أم هل نسعى إلى أن نظهر بمظهر من يريد أن يغرس حب القراءة؟

كثيرا ما تتحول الوسيلة إلى غاية في مجتمعاتنا التي تملك كل الموارد ولكن تفتقر لوضوح الرؤية - ربما لأن توافر الموارد يعمينا عن الاستفادة المثلى بالموارد. إذ تكتفي الجهات الرسمية بالظهور بمظهر يدل على أنها تؤدي واجبها ووظيفتها، ولكن ليست لديها أي اهتمام بقياس نجاح تلك الحملات التي تتكلف الملايين من الدراهم في بعض الأحيان.

التقيت في لندن منذ أسبوع بمسؤولة في مؤسسة "القراءة" - The Reading Agency 

تعتمد خطتهم على مبدأ بسيط جدا (في دولة يفوق عدد القراء فيها عدد سكان دولتنا بأضعاف مضاعفة):

تدريب المعلمين والمربين وأمناء المكتبات والأهالي والمتطوعين على قراءة القصص للأطفال في جميع مدارس الدولة. هكذا هي خطتهم ببساطة.

دولتي الحبيبة: تريدين أن تغرسي حب القراءة في هذا الجيل الجديد؟ توقفي عن هدر الأموال على الحملات الإعلامية المتكلفة.. عليك فقط بتدريب من في الميدان وتوفير الكتب المناسبة.

وسنرى النتيجة في كل بيت، دون صرف ملايين الدراهم.


Sunday, January 27, 2013

اشتر طفلة تحصل على التمتع بها مجانا

في موقع إسلام ويب، هناك سؤال عن "حكم التمتع بطفلة".. لم أتخيل أن أرى مثل هذه الفتوى في هذا القرن!

اقترح عليّ أحدهم أن أكتب للموقع. وهذا ما كتبته لهم. وأتمنى إن كنتم ضد هذه "الفتوى" أن تكتبوا لهم ايضا

رسالتي لإدارة الواقع:


إن هذه الصفحة في موقعكم الذي يعتبره البعض "مرجع إسلامي" هي عار علينا جميعا إنسانيا وإسلاميا:

http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=11251

لا أتخيل العقل المريض الذي طرح هذا السؤال.. ولا العقل الأكثر مرضا الذي أجاب بتلك الإجابة!!!

هل انتهت الفتيات بعمر 18 وما فوق حتى نفتح الباب للمرضى أن يتمتعوا بطفلة؟ أ لاتوجد لديك طفلة يا أخي؟ هل تسمح ليد رجل أن تعبث بها؟ هل تسمح لرجل أن يدور في ذهنه ولو للحظة أن يعبث بها؟

أنتم مرضى وأنتم خزي وعار على البشرية وعلى الإسلام.

لا تتحججوا بالرسول.. عندما يكون بينكم محمد بن عبدالله زوجوه لطفلة في التاسعة وليتمتع بها كما تقولون.. ولكن أي رجل اقل من ذلك يجب أن يسجن لتمتعه بطفلة..

خزي وعار !! موقعكم وكل من اشترك في تلك الصفحة وما شابهها أعتبره خزي وعار. وفي أمريكا هناك جمعيات سرية لأمثالكم، والسلطات الأمنية تبحث عنهم ليل نهار لتزج بهم في السجون لأن فقط المريض هو من يفكر أن يسأل عن شرعية التمتع بطفلة.. والأكثر مرض منه هو من يستخدم آية قرآنية لتبريرها.

Saturday, January 26, 2013

What Happens Next: A Gallimaufry | PSA: Your Default Narrative Settings Are Not Apolitical

What Happens Next: A Gallimaufry | PSA: Your Default Narrative Settings Are Not Apolitical: "“History is not a long series of centuries in which men did all the interesting/important things and women stayed home and twiddled their thumbs in between pushing out babies, making soup and dying in childbirth."

'via Blog this'

Friday, January 11, 2013

Don't Worry About Your Writing | WritersDigest.com

Don't Worry About Your Writing | WritersDigest.com: "Writers are often worriers. We’re plagued with indecision about the choices we make for our stories. We doubt the quality of our writing. We wonder if we’ll ever break through into the realm of publication, recognition, and even celebration. We sometimes fret that we’re wasting our efforts entirely in a profession with few to no rewards."

'via Blog this'

Friday, January 04, 2013

Star Wars-inspired Emirati pens novel - The National

Star Wars-inspired Emirati pens novel - The National: "When Luke Skywalker grabbed Princess Leia in Tarzan-like fashion and whisked her across a bottomless pit inside the Death Star in Star Wars, the film captured the heart and the imagination of a young Emirati girl, who 35 years later, still gets goose bumps watching this scene."

'via Blog this'

Tuesday, January 01, 2013

Google Reader (29)

Google Reader (29): "We’ve entered 2013, and yet most of us think of exercise like it’s 1991. Let’s toss out the old and welcome the new."

'via Blog this'

Tuesday, December 25, 2012

أسلحة الوصاية الشاملة

أعترف أني كنت في يوم من الفئة التي أعطت لنفسها الحق أن تفرض وصايتها على الغير. 

لماذا لم تصلي تلك الفتاة ركعتي السنة؟

كيف تضعين طلاء أظافر؟ ألا تخافين أن لا تقبل صلاتك؟

لا تقوم بهذا أو بذاك فإن الله يلعن هذا وذاك - ألم تسمع بحديث الرسول (ضع هنا الحديث المناسب).


عادة مريضة مقززة تسمح للإنسان أن يكون مثل عميل المخابرات في النظام الفاشيّ، يتدخل في ما لا يعنيه.. والذي لا يعنيه هو علاقة العبد بربه. إنها علاقة خاصة (خصوصيتها أكبر حتى من خصوصية علاقة الزوج بزوجته) وليس لأي شخص أن يتدخل بينهما لا بكلمة أو بفعل.  ومع ذلك، نجد أنفسنا كل يوم نتواجه مع هذه الفئة المقززة . وما يزيد القهر،أننا لا نقف في وجهها وننهرها ونطالبها أن تلزم حدودها، بل نخفض رؤوسنا في خجل ونتمتم كلمات سخيفة دفاعا عن أنفسنا وكأننا ارتكبنا جريمة في حق الشخص المقزز وعلينا أن نعتذر له.

وكأن الدين لم يعد سوطا كافيا لتسلطه تلك الفئة على رؤوسنا كل يوم وفي كل مناسبة، بل امتد الآن لمرحلة جديدة وخاصة بوجود وسائل الإعلام الاجتماعي التي كشفت لنا أردأ مخلوقات الأرض وخستهم وضحالة تفكيرهم ناهيك عن مرض قلوبهم الذي يبدو واضحا في كل حرف من الحروف التي يكتبونها في محادثاتهم معنا (خاصة في تويتر).

ربما ما يجعلني اضطر أن أكتب هذه الأفكار في مدونتي التي أهملتها منذ فترة - نظرا لانشغالي بالجزء الثاني من رواية أجوان - هو تكرار تدخل البعض فيما لا يعنيه، وتجرؤه أن يستحل لنفسه ما لا يمكن أن يستحله في أي مكان آخر وموقف آخر خارج صفحات تويتر. 

فقد بدأت التغريد في تويتر في 2009 وكنت في البداية أغرد بالانجليزية حصريا، وخاصة أن كل من أتبعهم أو يتبعونني إما انهم  ليسوا من العرب، أو ممن يجيدون الانجليزية وكأنها لغتهم الأم. ثم إن التغريد بالانجليزية يعطي مجالا أكبر للاختصار في 140 حرفا، مما لم تكن العربية تسمح به في تلك المراحل المبكرة من حياة تويتر.

وبعد أن بدأت عملية التعريب في تويتر توافدت كل الفئات (المثقفة وغير المثقفة، الناضجة والتافهة، التي تبحث عن العلم والتي تعتقد أنها عالم زمانها) وبدأت المهاترات. وبدأ الاستعراض. وبدأ الحقد والكره والجهل ينتشر كالسرطان، الذي لا علاج له غير البتر.

طبعا هناك ثلاثة أمراض رئيسية في تويتر: الدين (كما يظنه البعض)، والسياسة، وأخيرا يأتي المرض المحبب لنفسي كثيرا وهو "اختي الفاضلة نورة، انت تكثرين من التغريد بالانجليزي،مب أولى أنج تغردين بالعربية اعتزازا بها؟"

صديقاتي ينصحنني بأن أتجاهل وأسكت. إجابتي لهنّ: لو دخل غريب بيتك دون أن يطرق الباب ووصل لغرفة نومك وعلّق على اختيارك لألوان غرفتك.. هل ستتجاهلينه؟

إذا غردت بالانجليزي أو بالمريخي أو بلغة مجرة أندروميدا، هذا شأني أنا فهذا حسابي الخاص الذي أعبر فيه عن نفسي وعن آرائي دون أن أسبب اي ضرر لأحد. ولذلك عندما يتدخل شخص غريب ويكتب لي مثل هذا الكلام فإنه أولا يتدخل في خياري الشخصي، ثم يريد أن يقول بأنني أفتقر الحب للغة العربية أو الاعتزاز بها.  وقد بنى رأيه هذا ليس على معرفته بي وتواصله معي بل على تغريدة مكونة من 140 حرف. بعد هذه التغريدة من هذا الشخص السمج، أقضي عادة ما لايقل عن نصف ساعة أرد على اتهاماته الخالية من الصحة. والأدهى من هذا أنني أرد على الشخص بالعربية الفصحى، وهو يرد بالعامية.. وتتخلل ردوده أخطاء إملائية مثيرة للشفقة وتعكس اعتزازه باللغة العربية وتمسكه بها. تتلخص ردودي في التالي:

  • هذا حسابي الخاص، وليس لك حق تقدم لي نصح خاص أو عام.- فيرد الشخص بكل حماقة: لماذا تأخذين الموضوع بهذه الحساسية؟ 
  • ماذا فعلت أنت لخدمة اللغة العربية؟ هذا السؤال عادة يتجنب "الحشري" أن يرد عليه لأنه أتفه من أن يفكر في يوم من الأيام أن يخدم اللغة العربية بأكثر من تدخله في محادثة انجليزية بين شخصين واتهامهما بعدم الاعتزاز بالعربية.
  • هل كلفت نفسك أن تتطوع بساعة واحدة من وقتك لقراءة كتاب لطفل في مدرسة أو في بيت أحد الأصدقاء بهدف تقريب اللغة العربية لقلوبهم؟ هذا أيضا سؤال لا يجرؤون الرد عليه.
  • هل تعتقد حقا أنك تعرف اي شيء عني لكي تحكم على اعتزازي أو احتقاري للعربية؟
  • هل التغريد ب 140 حرف في تويتر باللغة العربية يعني أنك تعتز باللغة العربية؟
  • هل تعرف الفرق بين الضاد والظاء؟ 
  • هل تعتقد أن عزوف الأطفال والشباب عن المحادثة باللغة العربية خطأهم أم انه خطؤنا نحن لأننا لم نفعل شيئا لنقرب اللغة لهم ولحياتهم اليومية؟ ولكن لأننا جبناء وكسالى واتكاليين، نفضل أن نلوم الضحية حتى نلمع صورتنا أمام أنفسنا ونغسل يدنا من المشكلة وكأن ليس لنا علاقة بها.
  • وهنا أقوم بالاطلاع على تغريدات "الحشري" والتي تكون عادة عبارة عن اجترار لأدعية أو مقولات مشهورة (مشكوك في مصدرها) أو اجترار لما غرد به غيره.. ثم أنصحه بأن يعمل على تنمية عقله لكي تخرج منه جملة مفيدة من إنشائه الشخصي وليست كوبي وبيست.
  • وأخيرا، أنصحه بأن يتعلم اللغة الانجليزية لأنها ليست عار كما يصور له ذهنه المتخلف الخائف من الفشل. لأننا نعيش في عالم يجب أن نخاطب "الآخر" بلغته ونخبره من نحن وما هي مبادئنا وما وجه التشابه بيننا.
إذا كنت قد تعرضت لهجوم مشابه (ديني أو سياسي أو لغوي) ارجو التواصل معي. ولنتحد لنضع حدا لهذا الإرهاب.

Tuesday, December 18, 2012

Why the "The Hobbit" Isn't Nearly As Good as Any of the Lord of the Rings Movies | WritersDigest.com

Why the "The Hobbit" Isn't Nearly As Good as Any of the Lord of the Rings Movies | WritersDigest.com: "Just saw THE HOBBIT. Was not impressed. It’s not good when a 9-minute preview (Star Trek Into Darkness) outshines a 2.5-hour movie. But alas, I felt that to be the case. You know how sometimes when you walk out of a theater, you either liked or disliked the movie, but you can’t quite put your finger on why you feel how you feel? That happens to me, too, naturally. But with THE HOBBIT, I was immediately able to point out some major flaws that made the plot & story, which should have been epic, merely OK. Here are 6 things that come to mind without much thought:"

'via Blog this'

أصدرت الرواية الإماراتية الأولى في الخيال العلمي - نورة النومان: لا يوجد أدب يافعين عربي

يتساءل المرء لدى انتهائه من قراءة عمل روائي، عن العوالم التي عاشها كاتب العمل، وكيف قضى الوقت يكتب روايته، وأي الأماكن تلك التي شهدت ولادة صفحات من الرواية؟ إذ يكتشف في كثير من الأحيان أن الرواية كُتبِت طوال عشر سنوات، أو أن مؤلفها كان يكتب جزءاً منها ثم يتركها ثم يعود إليها لفترة تجاوزت العشرين عاماً .

إلا أن الأمر يبدو استثنائيا حين يكتشف المرء لدى سؤال كاتب العمل نفسه عن عوالم إنتاج روايته، وتأتيه الإجابة، “إن الوقت لم يكن يسعفه لذلك كان كلما تسنت له فرصة الكتابة في المقهى أو في “الصالون”، أو على شرفة البيت، كان يسطر صفحات روايته” .

بهذه الإجابة تصف الكاتبة والمترجمة نورة النومان، عوالم إنتاج روايتها الأولى “أجوان” متحدية بذلك فكرة الوقت، والالتزامات الأسرية، وظروف العمل، لكن ليس ذلك ما يبدو استثنائياً في كتابة “أجوان”، فالنومان  تقول: “كنت أكتب كل يوم 800 كلمة ولمدة تسعة أشهر متواصلة لتنتهي الرواية في 91000 كلمة بالضبط” .

Followers